کد مطلب:239391 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:207

لابد من ربط الثورة بأهل البیت ...
انه كان لابد للعباسیین من ربط الثورة و الدعوة بأهل البیت علیهم السلام، حیث انهم كانوا بحاجة الی :

أولا : صرف انظار الحكام عنهم ...

ثانیا : كسب ثقة الناس بهم، و الحصول علی تأییدهم لهم .

ثالثا : أن لا تقابل دعوتهم بالاستغراب، و الاستهجان، حیث انهم لم یكونوا معروفین فی أقطار، و انحاء الدولة الاسلامیة المترامیة الأطراف، و لا كان یعرف أحد لهم حقا فی الدعوة لأنفسهم، كما هو الحال بالنسبة الی العلویین، مما یجعل الدعوة لهم مع وجود العلویین مستغربة و مستهجنة الی حد ما ...

رابعا : - و هو أهم ما فی الامر - أن یطمئن الیهم العلویون، و یثقوا بهم، حتی لا تكون لهم دعوة فی مقابل دعوتهم، لأن ذلك بلا شك سوف یضعفهم، و یوهن قوتهم، لما یتمتع به العلویون من نفوذ و مكانة فی نفوس الناس بشكل عام ... و لهذا نری أباسلمة الحلال، یعتذر لابی العباس السفاح، عن كتابته



[ صفحه 36]



للامام الصادق علیه السلام، بأن یجعل الدعوة باسمه، و یبایعه - یعتذر - بأنه : « كان یدبر استقامة الأمر [1] .

نعم .. لقد كان لربطهم الثورة بأهل البیت علیهم السلام أثر كبیر فی نجاح ثورتهم، و ظهور دعوتهم . و قد أكسبها ذلك قوة و منعة، و جعلها فی منأی و مأمن من طمع الطامعین، و تطلع المتطلعین، الذین كانوا یرجون لأنفسهم حظا من الحیاة الدنیا، و ما أكثرهم ..

كما و أن ذلك قد أثر أثرا بالغا فی اكتسابهم عطف الأمة، و تأییدها، و خصوصا الخراسانیین، الذین كانوا لا یزالون یعیشون الاسلام بعیدا عن أهواء المبتدعین، و تلاعب المتلاعبین، و الذین : « و ان كانوا أقل غلوا (أی من أهل الكوفة )، فقد كانوا أكثر حماسة للدعوة لأهل البیت » [2] ؛ و ذلك لأنهم لم یعاملوا معاملة حسنة فی الواقع، و لم یسر فیهم بسیرة محمد و القرآن الا علی بن أبی طالب علیه السلام [3] .

كما أنهم لم ینسوا بعد ما لا قوه فی الدولة الأمویة من العسف و التنكیل ؛ و لذا فمن الطبیعی أن نراهم مستعدین لتقبل أیة دعوة لأهل البیت علیهم السلام، و التفاعل معها، بل و التفانی فی سبیلها . كما أن بلدهم كان بعیدا من مركز الخلافة بالشام و لم یكن فیه فرق و أحزاب متناحرة كالعراق الذی كان فیه شیعة و خوارج و مرجئة و غیر ذلك . و كانت وطأة الحكم العباسی علی العراق و مراقبتهم لكل حركة فی أشد منها فی خراسان ..

و بالعفل لقد شید الخراسانیون، الذین كانوا یحبون أهل البیت علیهم السلام أركان دولة بنی العباس، و قامت خلافتهم علی أكتافهم، و استقامت



[ صفحه 37]



لهم الامور بفضل سواعدهم، و أسیافهم، و سیأتی ان شاء الله المزید من الكلام عن الایرانیین، و عن سر تشیعهم، و خاصة الخراسانیین منهم فی فصل : ظروف المأمون الخ .. و غیره من الفصول ..


[1] تاريخ اليعقوبي ج 3 ص 87.

[2] السيادة العربية، و الشيعة، و الاسرائيليات ص 106.

[3] نفس المصدر ص 39.